محمود خيرى قراه
عدد المساهمات : 420 تاريخ التسجيل : 06/12/2010
| موضوع: العبادة تقوّي الصّلة مع الله الأحد فبراير 06, 2011 7:04 pm | |
| العبادة تقوّي الصّلة مع الله
الشّيخ : حمد طبيب ( أبو المعتصم )
بيت المقدس الخطبة الأولى
الحمد لله ربّ العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه وأشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له ، القائل إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45 وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وصفيّه من خلقه وخليله ، بلّغ الرّسالة وأدّى الأمانة ونصح أمّة الاسلام ولم يزل حتّى أتاه اليقين، القائل:" ربّ قائم ليس له من قيامه إلاّ التعب، وربّ صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش" صلّى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سار على دربه واستنّ بسنّته إلى يوم الدّين.
وبعد أيّها الاخوة المؤمنون يقول الحقّ تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز وهو أصدق القائلين بعد أعوذ باللّه من الشيطان الرّجيم: فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ{200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{201} أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ{202}البقرة(صدق الله العظيم).
ايّها المسلمون كثير من المسلمين يظنّ أنّه بأداء الصّلاة أو الصيام في رمضان أو في أداء فريضة الحجّ ، فإنّه قد اصبح خاليا من الذّنوب والخطايا، حتّى ولو أكل حقوق العباد وظلم النّاس وقصّر في الواجبات والفرائض من أمور الدّين. وهذا الفهم - ايّها المسلمون - هو فهم خاطئ مغلوط لا يتوافق مع نصوص الآيات القرآنيّة والاحاديث النبويّة الصحيحة الصريحة، وأقوال الفقهاء المعتبرين . فالرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول في الحديث الصحيح: " الصّلاة إلى الصّلاة والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفّارة لما بينها ما لم تغشى الكبائر " ويقول كذلك :" الحجّ المبرور ليس له جزاءا إلاّ الجنّة" والمبرور هنا هو ما خلا من كبيرة تحتاج إلى توبة أو ارجاع لحقوق العباد. ويقول كذلك عليه الصلاة والسلام: " من حجّ ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه". ومن الفسق أكل حق النّاس او التقصير في الفرائض والواجبات الشرعيّة . فقد ذهب جلّ الفقهاء المعتبرين - ايّها المسلمون - أنّ الصّلاة إلى الصّلاة والجمعة إلى الجمعة ...إلى آخر الحديث ، تكفّر اللّمم من الذّنوب الصغيرة كالنّظرة العفويّة او الكلمة غير المقصودة او ما شابه ذلك من هفوات الجوارح التّي ليس فيها اعتداء على حقوق او تقصير بفرائض وواجبات. أمّا غير ذلك أيّها المسلمون من كبائر خطيرة وموبقات ، فإنّها تحتاج إلى توبة صادقة، وتصميم على الإقلاع وعدم العودة وتدارك لما هو حاصل فيه تقصير من فرائض وإلى إعادة لحقوق البشر من النّاس، لأنّ حقوق الخلائق - ايّها المسلمون - لا تسقط عن المسلم إلاّ بأدائها، حتّى لو كانت لكافر لا يؤمن بالله .
أيّها المسلمون
إنّ حقيقة العبادة في الإٍسلام تختلف اختلافا كليّا عنها في نظم الغرب وعقيدته . فالكافر الرأسمالي - يهوديّا كان أم نصرانيّا ام غير ذلك - يؤدّي الصّلاة في معبده ثمّ يخرج بعد ذلك وكأنّ شيئا لم يكن ... يشرب الخمر ويزني ويؤكل أموال النّاس ويرتكب الجرائم بأنواعها دون أيّ رادع أو وازع داخليّ، ولا تؤثّر العبادة في سلوكه ولا تترك أيّ أثر . أمّا الاسلام فإنّه يربط المسلم بأحكامه في كلّ أمر، ويجعل من العبادات اداة تقوية للصلّة مع الله عزّ وجلّ وتجديد للإيمان . فالله سبحانه وتعالى يقول:"فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ أي إذا انتهيتم من الحجّ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرا اي إذا انتهيتم من فريضة الحجّ فكونوا أكثر قربا من الله تعالى قبل الفريضة واجعلوا صلتكم بالله بعد هذه الفريضة مقدّمة على صلتكم حتّى بأبائكم أو بأبنائكم أو بأيّ أمر من أمور الحياة الدنيا واجعلوا من الحجّ محطّة جديدة لأداء الحقوق وتدارك المواقف من أمور العبادات والواجبات الشرعيّة.
هذا هو الفهم الصحيح - أيّها المسلمون - لمفهوم العبادات في هذا الدّين وبطريقة أدائها. وليس كما يفهمها كثير من النّاس على أنّها استراحة من أمر كان ثقيلا على الكاهل ، حتّى فرغ من التخلّص منه ولا يؤثّر في سلوكه بشيء لا في بيته ولا في معاملته ولاتجاه أمّته ولا في أيّ أمر كان. فيعود من الحجّ ولا يتذكّر أنّه هاضم لحقّ الميراث. ولا يتذكّر أنّه يضعه ماله بالرّبا في البنك. ولا يتذكّر أنّه يقاطع بعض إخوانه من المسلمين ، ولايتذكّر أنّه اكل اموال حرام في يوم من الأيّام ولا يتذكّر شيئا - ايّها المسلمون - إلاّ أنّه يريد أن يقول له النّاس أنّك حاج .
ايّها المسلمون
إنّ من عظائم المصائب التّي ابتلي بها المسلمون - أيّها المسلمون - هي عدم ربطهم لمفهوم العبادة بمفهوم الديّن والمعاملة في كلّ شيء . ففي كلّ عام يحجّ البيت الحرام أكثر من خمسة ملايين مسلم لا يدرك أكثرهم ما هو معنى الحجّ ، ما هو معنى الطواف والسعي والوقوف في عرفة أو رمي الجمار وما هو أثر ذلك في الحياة ، فلا يتذكّر المسلمون أنّ غياب الحكم بما أنزل الله ، أي غياب دولة الاسلام من أرض الواقع هو الأمر الرئيس في فريضة الحجّ الذّي يجب أن يتذكّره كلّ مسلم، فيتذكّر أنّ الحجّ يكون في أصله الشرعيّ مع أمير الحجّ الذّي يسيّره خليفة المسلمين ليعلّم النّاس ويخطب النّاس ذهابا وإيّابا ويدعو النّاس في كلّ أمر من أمور الحجّ. فعندما نزلت آيات الحجّ - ايّها المسلمون - بعث الرّسول صلى الله عليه وسلّم ابا بكر الصدّيق رضي الله عنه اميرا على الحجّ يعلّم النّاس ويحفظ النّاس ويساعد النّاس، وكان ذلك في السنة التاسعة قبل وفاته بعامين أو عام ونصف صلّى الله عليه وسلّم. وفي حجّة الواداع - بعد ذلك بسنة تقريبا - سار الرّسول صلى الله عليه وسلّم بنفسه أميرا على الحجّ يحفظ النّاس ويرعى النّاس ويساعد النّاس ذهابا وإيّابا. وهكذا كلّ أمر الدّين - ايّها المسلمون - لا تستقيم إلاّ في ظلّ دولة الاسلام ، التّي يتغافل عنها معظم المسلمين وأنساهم إيّاها الحكّام المجرمون من عملاء الاستعمار. قال تعالى {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41 وقال عليه الصلاة والسّلام :" الامام راع ( اي يرعى شؤون المسلمين ، يرعى شؤون الناس في كلّ صغيرة وكبيرة حتّى في العبادات البدنيّة من صلاة وصيام وصدقة وغيرها ) . فعبادات المسلمين ودماء المسلمين وأعراض المسلمين ورفعة المسلمين في كل شيء مرتبطة ارتباطا حتميّا مع هذا الأمر الربّاني السّامي الجليل.
نسأله تعالى أن يكرم أمّة الاسلام بخلافة الاسلام التي ترعى كلّ شؤون الدّين آمين يا ربّ العالمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروه
الخطبة الثانية
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث هداية ورحمة للنّاس أجمعين وبعد أيّها المؤمنون اعلموا أنّ الدنيا دار ممرّ وأنّ الآخرة هي دار المقرّ ، فتزوّدوا من ممرّكم لمقرّكم وتأهبّوا لحسابكم وعرضكم فإنّكم غدا موقوفون وعلى أعمالكم ستحاسبون وسيعلم الذّين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون
اللهم انصر الاسلام والمسلمين، وأعلي يا مولانا راية الحق والدّين . اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فوفقّه إلى كلّ خير ومن أراد بهم شرّا وسواء ومكرا فخذه أخذ عزيز جبّار منتقم مقتدر يا كريم . اللهم عليك بأمريكا ومن أعانها من حكّام المسلمين اللهم عليك بأمريكا وكيان يهود ومن والاهم من الكفرة اجمعين. اللهم خذهم أخذ عزيز جبّار منتقم يا كريم. اللهم أرنا فيهم يوما أسود كيوم فرعون وهامان وقارون يا ربّ العالمين اللهم أعزّنا بخلافة راشدة على منهاج النبوّة يرضى عنها ساكن الأرض وخالق السّماوات والأرض ياربّ العالمين فلا تبقى السّماء شيئا من قطرها إلاّ انزلته ولا تبقى الأرض من خيرها شيئا إلا وأخرجته. اللهم أكرم أمّة الاسلام ، هذه الأمّة الكريمة الطيّبة بحاكم طيّب كريم يقودها بكتابك وسنّة نبيّك ويحرّر المسجد الأقصى المبارك من دنس اليهود وباقي بلاد المسلمين . اللهم أغثنا يا مغيث ، اللهم أغثنا يا مغيب، اللهم أغثنا يا مغيث اللهم أغثنا بالمطر يا ربّ العالمين اللهم إسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ، اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء مّنا ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله حكّامنا ، اللهم لا تؤاخذنا فإنّك واسع كريم. اللهم رحمة بالأطفال الرضّع والبهائم الرتّع والشيوخ الرّكع اللهم أغثنا يا مغيث اللهم إسقنا الغيث ولا تجعنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، الهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.آمين يا ربّ العالمين. اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنّك حميد مجيد.
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُون ُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ " . ثُمَّ سَكَتَوستكون خلافة على منهاج النبوّة بإذن الله ووعد رسوله فيا فوز العاملين لعودة هذا الفرض العظيمأيّها الكرام إنّ أهلنا في فلسطين وزيادة على ما يلاقونه من خيانة من قبل السلطة وحكّام البلاد وما يلاقونه من عنت وقهر يوميّ من قبل سلالة القردة والخنازي يهود ، فإنّهم يشكون إلى خالقهم قلّة المطر، فلا تبخلوا عليهم بدعائكم وتضرّعكم فأقّل ما يقوم به مسلم تجاه أخوانه هو تألّمه لهذا الجزء المقدّس من جسد الأمّة ، جعل الله تحريره على يد خليفة المسلمين عن قريب ، اللهم آمين | |
|
محمود خيرى قراه
عدد المساهمات : 420 تاريخ التسجيل : 06/12/2010
| موضوع: رد: العبادة تقوّي الصّلة مع الله الأحد فبراير 06, 2011 7:06 pm | |
| | |
|